يعد حقل ظهر في مصر واحداً من أكبر اكتشافات الغاز في مصر والمنطقة العربية بأكملها، ورغم مرور 10 سنوات على اكتشاف هذا الحقل إلا أن الآمال والطموحات لا زالت معلقة عليه في تحويل مصر من مستورد إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز، كونه يمتلك احتياطيات ضخمة من الغاز تبلغ نحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، ما وضعه في صدارة الاكتشافات الغازية في الشرق الأوسط.
ظهور أكبر حقل غاز في مصر إنتاجه اليومي يفوق احتياطيات قطر والسعودية ويفتح للشعب المصري أبواب الثراء
في أغسطس/آب من عام 2015، أعلنت شركة إيني الإيطالية اكتشاف حقل ظهر الضخم، في منطقة تقع ضمن امتياز "شروق" في المياه الاقتصادية العميقة، على بعد نحو 190 كيلومترًا شمال مدينة بورسعيد، وأوضحت الشركة أن الاكتشاف البحري الجديد يبلغ عمقه نحو 4100 متر تحت سطح البحر المتوسط.
ووصف اكتشاف حقل ظهر بأنه من أكبر اكتشافات الغاز في البحر المتوسط، ويمثل نقطة فارقة بخريطة الطاقة في مصر والمنطقة، نظرًا لضخامة احتياطاته التي تبلغ نحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز بحسب التقديرات الرسمية التي وضعتها شركة إيني الإيطالية بالتعاون مع وزارة البترول المصرية.
وخلال سنواته الأولى، قفز إنتاج حقل ظهر إلى ذروته 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا، وهو ما شكّل حينها ما يقارب 40% من إنتاج مصر المحلي من الغاز الطبيعي، لكن حجم الإنتاج بدأ بالتراجع بشكل تدريجي حتى وصل متوسط الإنتاج اليومي في أبريل/نيسان 2025 إلى 1.33 مليار قدم مكعبة فقط، وهو ما شكل خيبة آمل للشارع المصري الذي كان يطمح بأن يسهم حقل ظهر في تحويل مصر من مستورد صافٍ للغاز إلى دولة مكتفية ذاتيًا، بل ومصدّرة عبر محطات الإسالة في إدكو ودمياط.
تطوير حقل ظهر
بدأت أعمال التطوير مباشرة عقب الاكتشاف في 2015، وهو ما ساعد شركة إيني على بدء الإنتاج منه في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2017، وهو ما يعدّ وقتًا قياسيًا بالمعايير العالمية.
وفي مطلع عام 2025، عادت أعمال التطوير بوتيرة جديدة، عبر سفينة الحفر "سايبم 10000"، التي وصلت إلى الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي، لحفر 3 آبار جديدة، هي: ظهر-13 وظهر-6 وظهر-9.
وفي سبيل إنجاز حفر هذه الآبار، تستعمل السفينة تقنية حفر مبتكرة وهي (Coiled Tubing)، التي تُستَعمَل لأول مرة عالميًا في المياه العميقة، إذ تأمل مصر أن تضيف هذه الأعمال نحو 200 مليون قدم مكعبة يوميًا.
يشار إلى أن حقل ظهر يُدار من خلال شراكة بين أطراف دولية ومحلية، تتصدّرها شركة "إيني" الإيطالية (المشغّل الرئيس)، إلى جانب شركة النفط البريطانية بي بي، وشركة روسنفط الروسية، ومبادلة الإماراتية، والهيئة المصرية العامة للبترول، وإيجاس.